أصدرت محكمة تركية اليوم الثلاثاء حكمًا بالإفراج عن الشاعر الكردي إلهان سامي جوماك، بعد أن قضى أكثر من 30 عامًا في السجن على خلفية تهم لم تثبت صحتها، ليصبح بذلك واحدًا من أطول السجناء السياسيين مدة في تركيا.
وفقًا لإعلان على حساب جوماك في منصة “إكس”، سيتم الإفراج عنه بعد مرور 30 عامًا وثلاثة أشهر وستة أيام بالضبط على اعتقاله.
قضية جوماك
تم اعتقال جوماك، البالغ من العمر الآن 51 عامًا، في سن الحادية والعشرين حينما كان طالبًا جامعيًا في إسطنبول عام 1994. حوكم وأدين أمام محكمة أمن الدولة، وهي محكمة عسكرية أُلغيت لاحقًا وكانت تتولى قضايا الأكراد المتهمين بتهديد أمن الدولة خلال تسعينيات القرن الماضي، وغالبًا ما كانت تصدر أحكامًا قاسية.
حُكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة محاولة إنشاء دولة كردية مستقلة بالقوة، إضافة إلى تهمة الحرق العمد، وكلتاهما مرتبطتان بحزب العمال الكردستاني (PKK)، الذي تصنفه تركيا وحلفاؤها الغربيون كمنظمة إرهابية.
التعذيب والاعترافات القسرية
صرّح جوماك لاحقًا بأنه أُجبر على الاعتراف بالتهم الموجهة إليه تحت التعذيب. في البداية، صدر حكم بالإعدام بحقه، لكن في عام 2000 تم تحويل الحكم إلى السجن المؤبد بعد إلغاء عقوبة الإعدام في تركيا.
حكم المحكمة الأوروبية
في عام 2007، قضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بأن محاكمة جوماك لم تكن قانونية. ورغم ذلك، تم رفض الطعون المتتالية التي قدمها، وأيدت المحاكم التركية حكم السجن المؤبد في عامي 2013 و2016.
رفض الإفراج المشروط
على الرغم من أهليته للحصول على الإفراج المشروط، رفض السلطات في سجن مرمرة بإسطنبول طلبه في أغسطس الماضي، معللة بأن جوماك “لم يطور وعيًا بجريمته، وأن ميوله لارتكاب الجرائم والعوامل التي أدت إلى سلوكه الإجرامي ما زالت قائمة”.
عضو “بن الدولية”
خلال فترة سجنه، نشر جوماك ثمانية دواوين شعرية، وفي عام 2019 حصل على جائزة الشعر “سَنور سيزر” عن ديوانه الثامن بعنوان “جئت إليك” (Geldim Sana)، كما أنه عضو شرفي في منظمة “بن الدولية” التي تدافع عن حرية التعبير وحقوق الكُتّاب.
يُعد الإفراج عن جوماك بعد ثلاثة عقود لحظة فارقة تسلط الضوء على قضايا الحبس السياسي والممارسات القضائية المثيرة للجدل في تركيا.