في عملية واسعة النطاق لمكافحة الفساد، اعتقلت السلطات التركية 91 شخصًا، بينهم موظفون حكوميون ووسطاء جمركيون، في مقاطعة مرسين جنوب تركيا.
وشملت الاعتقالات مدير الجمارك ونائبه في المنطقة الحرة بمرسين، بالإضافة إلى 67 وسيطًا جمركيًا وموظفين في مجال الوساطة.
تحقيق استمر 10 أشهر يكشف شبكة فساد
جاءت هذه الاعتقالات بعد تحقيق استمر لمدة 10 أشهر أجرته شعبة مكافحة التهريب والجريمة المنظمة في شرطة مرسين.
وكشفت التحقيقات عن وجود شبكة رشوة منهجية تضمنت دفع وسطاء الجمارك رشاوى بمعدلات ثابتة للمسؤولين عن كل معاملة تجارية. وشملت هذه الرشاوى رسومًا تم فرضها حتى على الإجراءات القانونية، بالإضافة إلى مبالغ أكبر بالعملات الأجنبية تم جمعها للأنشطة غير القانونية.
مصادرة مبالغ وأصول فاخرة خلال العملية
وأثناء تنفيذ العملية، صادرت السلطات مبالغ مالية تقدر بحوالي 1.5 مليون ليرة تركية نقدًا، إلى جانب عملات أجنبية، و42 غرامًا من سبائك الذهب، ومجوهرات ذهبية، وساعات فاخرة، وأسلحة نارية غير مرخصة، ومواد مخدرة.
إجراءات قضائية واعتقالات موسعة
من أصل 122 مشتبهًا تم احتجازهم خلال التحقيق، أحيل 112 منهم إلى القضاء، وأسفرت الإجراءات عن اعتقال 91 شخصًا، بحسب ما أفادت به وسائل الإعلام المحلية.
تحليل الخبراء: الفساد المؤسسي في تركيا يتعمق
تشير هذه القضية إلى تزايد ظاهرة الفساد في تركيا، والتي يُنظر إليها على أنها تعززت بشكل كبير منذ عام 2013 حيث أُغلق تحقيق كبير في قضايا فساد استهدف رجال أعمال مقربين من رئيس الوزراء آنذاك والرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، إضافة إلى عدد من أفراد عائلته.
وأعقب الكشف عن هذا التحقيق حملة تطهير واسعة شملت إقالة عدد كبير من رجال الشرطة والقضاة الذين شاركوا فيه، مما أدى إلى تفكيك الآليات التي كانت قادرة على محاسبة الشخصيات النافذة.
تداعيات الفساد على الثقة في المؤسسات
يرى المحللون أن هذه الحملة أسفرت عن تقويض الجهود لمكافحة الفساد على المستويات العليا، حيث تركزت التحقيقات على الموظفين الأدنى رتبة مع حماية الشخصيات الأكثر نفوذًا. وأشار المراقبون إلى أن جهود مكافحة الفساد غالبًا ما تقتصر على الحالات التي يتوقف فيها الموظفون الأدنى عن تحويل المكاسب غير المشروعة إلى رؤسائهم، مما يترك الأسباب الجذرية للفساد دون معالجة.
ويرى مراقبون أن هذه القضية تؤكد على تآكل الثقة العامة في المؤسسات الحكومية، حيث تبرز التحديات المرتبطة بمواجهة الفساد المؤسسي واستعادة الشفافية والمساءلة في نظام الحكم.