اعتقلت السلطات التركية المعلمة بشرى تونجا جانكايا، الحاصلة على درجة الامتياز من كلية الشريعة، مع طفلها الرضيع (براء) البالغ من العمر 9 أشهر فقط وزوجها الشرطي السابق ياسين جانكايا، في أدرنة أثناء محاولتهم العبور إلى اليونان هربا من “الحكم الجائر” بحق العائلة التي تواجه تهمة الانتماء إلى حركة الخدمة.
وقد أُودعت الأسرة في سجن أدرنة من النوع “L”، حيث وُضعت الأم مع طفلها غير المفطوم في نفس الزنزانة، وذلك على الرغم من أن القانون التركي المعني يحظر اعتقال الأمهات حديثات الولادة.
تفاصيل القضية والحكم الصادر
اتهامات السلطات التركية ضد معلمة مادة “الثقافة الدينية” بشرى تستند إلى استخدامها تطبيق “بايلوك” والإقامة في سكن طلابي مرتبط بحركة الخدمة، وأصدرت بناء على ذلك محكمة الجنايات الثانية في أنطاليا حكمًا بالسجن لمدة 6 سنوات و10 أشهر.
وفي حديثه لوسائل الإعلام، أعرب أحد أقارب بشرى عن حزنه قائلاً: “كانت تقول دائمًا إنها لا تريد مغادرة وطنها، لكنها أُجبرت على ذلك. كانت تبكي بشدة وهي تقول: ‘لا أريد أن ينشأ طفلي في السجن’. للأسف، هذه المأساة تُجبر الناس على ترك أوطانهم.”
مسيرة علمية مميزة وحكم مثير للجدل
تخرجت بشرى عام 2018 من كلية الإلهيات بجامعة البحر الأبيض المتوسط بتقدير امتياز. ومع ذلك، تعرضت للاعتقال في العام نفسه بسبب شهادات أدلت بها زميلاتها في السكن تفيد بأنها كانت تقدم دروسًا دينية في إطار أنشطة حركة الخدمة، وهو ما استُخدم كدليل في القضية، وقد قضت بشرى ستة أشهر في سجن “دوشيمالتي” في أنطاليا قبل صدور الحكم النهائي بحقها.
قضية الزوج: من البراءة إلى المحاكمة مجددًا
زوجها ياسين جانكايا، وهو شرطي مفصول بمرسوم حكومي، سبق أن برأت السلطات القضائية ساحته بعد أن قضى قرابة عامين في السجن بنفس التهمة “الانتماء إلى حركة الخدمة”. ولكن بعد إضافة شهود جدد إلى قضيته، أُعيد فتح الدعوى مجددًا، ولا تزال القضية قيد النظر أمام محكمة النقض.
قرارات دولية تناقض الأحكام المحلية
في 26 سبتمبر 2023، أصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قرارًا يعتبر الأنشطة المرتبطة بحركة الخدمة، مثل الاشتراك في صحيفة (زمان) القديمة، أو استخدام تطبيق “بايلوك”، أو الانتماء إلى جمعيات، ليست جرائم بموجب المادة السابعة من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان التي تنص على مبدأ “لا جريمة دون نص قانوني”. ويُلزم هذا القرار، الذي شمل أيضًا قضايا مشابهة في تركيا، جميع الدول الموقعة على الاتفاقية، بما في ذلك تركيا، بالامتثال لهذا المبدأ.
وعلق موقع “بولد” التركي الإخباري على اعتقال معلمة الثقافة الدينية بشرى مع زوجها ورضيعها بالقول: “إنها ليست مجرد مأساة عائلية بل هي نموذج للمعاناة التي تعيشها آلاف الأسر تحت وطأة قمع الحريات وسوء تطبيق القانون”.