شنت السلطات التركية حملة أمنية واسعة، اعتقلت خلالها 231 شخصًا في عمليات متزامنة شملت 30 ولاية، بتهمة ارتباطهم بمنظمات إرهابية، وفقًا لما أفاد به مركز ستوكهولم للحرية نقلًا عن وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا.
الاتهامات الموجهة للمعتقلين
تتهم السلطات التركية المعتقلين بالمشاركة في أنشطة سياسية وإعلامية لصالح حزب العمال الكردستاني (PKK)، واتحاد مجتمعات كردستان (KCK)، وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، أو وحدات حماية الشعب الكردي السوري.
وتشمل الاتهامات الموجهة للمعتقلين القيام بأنشطة سياسية وإعلامية لصالح تنظيمات محظورة، وتمويل الإرهاب، ونشر الدعاية على وسائل التواصل الاجتماعي، والمشاركة في احتجاجات غير قانونية أدت إلى الإضرار بالممتلكات العامة.
كما أفادت السلطات بمصادرة أسلحة غير مرخصة، وبنادق صيد، وأسلحة صوتية، ومواد رقمية أثناء المداهمات.
خلفية عن التنظيمات المستهدفة
يُصنَّف حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية من قِبَل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ويخوض تمردًا مسلحًا منذ الثمانينيات مطالبًا بحقوق الأكراد وحكم ذاتي. يتبع اتحاد مجتمعات كردستان (KCK) هيكلًا يشرف على الأنشطة السياسية والعسكرية لحزب العمال الكردستاني، بينما يُعد حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) ووحدات حماية الشعب (YPG) أذرعهما في سوريا، حيث لعبا دورًا بارزًا في الحرب الأهلية السورية.
أبرز المعتقلين
تضمنت قائمة المعتقلين صحفيين ونشطاء وقادة نقابيين ومسؤولين محليين. ومن أبرزهم الصحفيون أردوغان ألايومات، توغجه يلماز، بيلجه أكسو، أحمد سنبول، روزا متينا (رئيسة جمعية صحفيات ميزوبوتاميا)، بلال سيتشكين، محمد أوجار، وسوزان دمير؛ والكتاب والفنانون مثل المترجم والمخرج أردين ديرين، رسام الكاريكاتير دوغان غوزال، الشاعر هجري إزغورن، الكاتب والمترجم عمر باراسي، ومنسق النشر بافر يولداش، ومسؤولون محليون كرئيس بلدية منطقة قيافينار جنكيز دوندار، وعضو مؤسس في جمعية حقوق الإنسان نعمت تانري كولو، وممثلو النقابات رمزي تشاليشكان، نائب رئيس اتحاد نقابات العمال التقدميين في تركيا (DİSK)، وكمال غوكصوي، ممثل الاتحاد الإقليمي.
ردود الفعل
أكدت جمعية صحفيات ميزوبوتاميا اعتقال رئيستها روزا متينا في ديار بكر، وأعربت منظمات حقوقية وهيئات مدافعة عن حرية التعبير عن قلقها إزاء نطاق العمليات، مشيرة إلى أنها قد تستهدف قمع الأنشطة السياسية والصحفية الشرعية.
تأتي هذه الحملة كجزء من جهود تركيا المستمرة لتفكيك الشبكات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني وأذرعه، وفي الوقت الذي يطالب أردوغان من خلال حليفه القومي دولت بهجلي بالتفاوض المباشر بين زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل وحزب المساواة والديمقراطية للشعوب في إطار تسوية القضية الكردية، إلا أن المنتقدين يرون أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى استهداف الأصوات المعارضة وقمع حرية التعبير تحت غطاء مكافحة الإرهاب.