برزت فضيحة جديدة تضاف إلى سلسلة الإخفاقات المرتبطة بمشروع “أنكا بارك” المهجور، الذي أنفق عليه 801 مليون دولار من ميزانية بلدية أنقرة الكبرى، وذلك بعد الكشف عن قصة “الروبوت المتحدث” الذي طلبه رئيس البلدية السابق مليح غوكشيك، والذي لا يزال مكانه مجهولًا.
تفاصيل المشروع المثير للجدل
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “سوزجو”، تم الكشف عن أن مليح غوكشيك من حزب العدالة والتنمية الحاكم طلب تصنيع روبوت متحدث يشبهه عام 2014. الروبوت، الذي بلغ طوله 1.78 مترًا ووزنه 80 كيلوجرامًا، كلّف بلدية أنقرة الكبرى 127 ألف ليرة تركية آنذاك، أي ما يعادل 87,500 دولار بسعر الصرف في ديسمبر 2014. واليوم، تصل القيمة الحالية للمبلغ المدفوع إلى حوالي 3 ملايين ليرة تركية.
الهدف من الروبوت ومصيره الغامض
تم شراء الروبوت كجزء من مشروع “تجديد حديقة الحيوانات في مزرعة أتاتورك”، حيث أشارت الفاتورة إلى بند بعنوان “شراء 9 ألعاب متنوعة لاستخدامها في منطقة تجديد الحديقة”. ووفقًا للوثائق المتوفرة، عُرف الروبوت بالاسم الإنجليزي “Talking Model Game System” وباللغة التركية “Konuşan Manken Oyun Sistemi”
الروبوت، الذي صُمم لعرض صورة متحركة لوجه شخصية معروفة على جسم شبيه بتمثال عرض، أُرسل إلى مكتب رئيس البلدية، ثم نُقل إلى خيمة عرض ترويجية ضمن مشروع أنكا بارك. ومع ذلك، لم يتم استخدامه أبدًا، وتم وضعه في المخزن لفترة من الزمن قبل أن يختفي تمامًا.
اختفاء الروبوت بعد تغيير الإدارة
بعد تسلم منصور يافاش منصب رئيس بلدية أنقرة الكبرى، أجرت البلدية تحقيقًا للعثور على الروبوت، إلا أنه لم يتم العثور عليه في أي من المخازن أو المرافق التابعة للبلدية. ويظل مصيره مجهولًا حتى اليوم، على الرغم من وجود فواتير الشراء والصور التوضيحية للتصميم.
مشروع أنكا بارك في قلب الانتقادات
يأتي هذا الكشف ضمن سلسلة من الانتقادات الموجهة إلى مليح غوكشيك بسبب الهدر الكبير للأموال العامة على مشروع أنكا بارك، الذي أُهمل منذ افتتاحه، وتحول إلى رمز للإدارة السابقة. وتعد قصة الروبوت المتحدث واحدة من العديد من الأمثلة التي تظهر إساءة استخدام الموارد العامة دون تحقيق أي فائدة ملموسة للمجتمع.
ملامح الروبوت والمواصفات التقنية
بحسب المعلومات الواردة، كان الروبوت عبارة عن تمثال عرض يحمل ملامح وجه متحرك لشخصية مشهورة، بهدف جذب اهتمام الزوار عبر تقديم مظهر حي ومتحرك. وعلى الرغم من التقنية المتقدمة المستخدمة في تصميمه، إلا أن هذا المشروع لم يرَ النور مطلقًا، ما يثير تساؤلات حول جدوى مثل هذه الاستثمارات التي لم تحقق أي عائد.