أشار الصحفي التركي دنيز زيرك إلى تصاعد احتمالات إجراء انتخابات مبكرة في ربيع عام 2026، مؤكدًا أن العام 2025 قد يتحول إلى عام التحضير للانتخابات في تركيا.
وطرح زيرك سيناريوهات مختلفة حول مستقبل العملية الانتخابية في تركيا، مع التركيز على الدور الحاسم الذي سيلعبه التوافق بين الحكومة والمعارضة.
المشهد السياسي: خيارات الرئيس أردوغان
تناول زيرك في مقالته تحت عنوان “هل الانتخابات المبكرة في 2026؟” احتمالات تمديد فترة ولاية الرئيس رجب طيب أردوغان أو توجهه للانتخابات المبكرة. وأوضح أن أردوغان يواجه خيارين رئيسيين: أحدهما الاستمرار حتى الانتخابات المقررة في عام 2028، والتي ستشكل نهاية ولايته الأخيرة بموجب الدستور، ما يعني اعتزاله الحياة السياسية، والآخر القبول بشروط المعارضة التي تدعو لإجراء الانتخابات المبكرة في موعد أقصاه ربيع 2026، مما يتيح له فرصة الترشح مرة أخرى.
وأكد زيرك أن “إعادة الانتخابات تتطلب توافقًا بين الحكومة والمعارضة”، وهو ما يعقّد المشهد، خاصة مع إصرار المعارضة على عدم دعم أي قرار لإجراء الانتخابات بعد مارس 2026.
الإشارات الأولى: تحضير الساحة السياسية
بدأت التحضيرات لهذه الاحتمالات تظهر من خلال عدة مؤشرات، منها تصريحات أردوغان عن رغبته في الترشح مرة أخرى، وهو ما يفسر تحركات مستشاريه لإيجاد أساس قانوني لترشيحه.
ومن المؤشرات أيضًا التوجه نحو تحسين الوضع الاقتصادي، حيث صرح وزير العمل والشؤون الاجتماعية ودات إشيخان عن إمكانية رفع الحد الأدنى للأجور، إلى جانب الحديث عن حزم اقتصادية موجهة ضمن ما يُسمى بـ”عام الأسرة”.
وذكر الكاتب أن تصاعد الحملات ضد البلديات التي تديرها المعارضة، خاصة حزب الشعب الجمهوري، وزيادة التركيز على قضية مكافحة الفساد، ومحاولات استمالة الناخبين الأكراد عبر إعادة إحياء مفاوضات تسوية القضية الكردية من المؤشرات على احتمالية توجه أردوغان إلى انتخابات مبكرة.
استطلاعات الرأي وتأثيرها على القرار
أشار زيرك إلى أن استطلاعات الرأي تلعب دورًا مهمًا في تشكيل السياسات الانتخابية للحكومة. ومن أبرز ما أظهرته هذه الاستطلاعات أن شريحة من المواطنين لا يزالون يعتقدون بفكرة أن “أردوغان هو القادر على حل مشاكل تركيا”، رغم أن هذه النسبة لا تتجاوز الثلث، بينما يرى الثلثان أن المشاكل ستظل قائمة معه، فضلا عن أن تأثير التطورات الإقليمية، مثل الوضع في سوريا، يعمل على زيادة التأييد الشعبي للرئيس.
يرى زيرك أن الظروف السياسية والاقتصادية قد تجعل إجراء الانتخابات في ربيع 2026 الخيار الأكثر منطقية، خاصة إذا تمكّن أردوغان من بناء توافق سياسي مع المعارضة، وتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد، مما يعزز فرصه في البقاء في السلطة عبر صناديق الاقتراع.