أكد النائب في البرلمان التركي والخبير في شؤون الشرق الأوسط، جنكيز جاندار، أن تركيا أضاعت فرصتها للعب دور في تحقيق سوريا الواحدة، مشيرًا إلى أن تصريحات وزير الخارجية التركي هاكان فيدان تعكس هذا التوجه.
واعتبر نائب حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب المؤيد للأكراد جاندار أن إعلان فيدان أن “مستقبل سوريا هو أن تكون جمهورية عربية” يعبر عن تخلي تركيا عن أي دور يجمع كل مكونات المجتمع السوري، في إشارة منه إلى أن الحكومة التركية تحاول إبراز نفسها وكأنها من تتخذ القرار بدلا من سوريا.
الحقائق السكانية والطائفية في سوريا
في مداخلة ألقاها خلال جلسة البرلمان التركي لمناقشة مقترح لتشكيل لجنة تحقيق في سياسات القمع والعنف ضد مختلف الفئات في سوريا، استعرض جاندار التنوع العرقي والطائفي الذي يميز المجتمع السوري. وأوضح أن سوريا تضم مكونات متعددة: 60% من السكان هم من العرب السنة، و10% من العرب العلويين، و10% من الأكراد، بينهم من لهم روابط مباشرة مع أقاربهم في تركيا، و10% من العرب المسيحيين والسريان، و6% من التركمان، و3% من الدروز، و3% من العرب الشيعة، بالإضافة إلى الأرمن، والأديغة، والشركس، والإسماعيليين.
وأشار جاندار إلى أن هذا التنوع يتطلب مقاربة تدعم الوحدة الوطنية وتحترم الخصوصيات الثقافية والدينية لمختلف الفئات.
الواقع السياسي والاقتصادي في سوريا
أوضح جاندار أن سوريا خرجت من حرب أهلية استمرت 13 عامًا، دمرت بنيتها التحتية وأضعفت اقتصادها بشكل كبير، حيث تحتاج البلاد إلى 500 مليار دولار على الأقل للنهوض مجددًا. وفي الوقت نفسه، أشار إلى أن هيئة تحرير الشام، التي تسيطر على إدلب منذ عام 2017 بدعم تركي، تفتقر إلى القوة والقدرة لإدارة سوريا ككل، ما يعكس ضعف تأثير الفصائل التي تدعمها تركيا.
انتقادات للدور التركي
انتقد جاندار السياسات التركية في سوريا، معتبرًا أن دعم الفصائل المسلحة التابعة لما يسمى “الجيش الوطني السوري” لمهاجمة قوات سوريا الديمقراطية، التي تضم الأكراد وحلفاءهم العرب، يعيق الجهود لتحقيق الوحدة الوطنية في سوريا. وقال: “بهذه الطريقة، لا يمكن لتركيا أن تسهم في وحدة سوريا أو تحقيق الاستقرار فيها.”
الحاجة إلى الدعم الدولي
شدد جاندار على أن سوريا بحاجة إلى دعم دولي، وخاصة من تركيا، لتحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدتها. ولكنه أشار إلى أن تصريحات وزير الخارجية التركي تعكس توجهًا مغايرًا، مؤكدًا أن سياسة تركيا الحالية لا تخدم الهدف المتمثل في بناء سوريا موحدة ومتعددة الثقافات.
دعوة للتحقيق البرلماني
دعا جاندار إلى تشكيل لجنة من البرلمان التركي لبحث سياسات القمع والعنف ضد الفئات المختلفة في سوريا وإجراء تحقيق ميداني في الأوضاع هناك، معتبرا أن هذه الخطوة ضرورية لفهم الأوضاع بشكل أفضل ووضع سياسات أكثر استدامة.