وجه مقرر البرلمان الأوروبي لشؤون تركيا، ناتشو سانشيز أمور، انتقادات لاذعة للمسؤولين الأتراك الحاضرين في البرلمان الأوروبي، قائلًا: “أنتم تحاكمون فتيات يبلغن من العمر 14 عامًا فقط بتهمة الإرهاب.”
أثار أمور في البرلمان الأوروبي القضايا الخاصة بالمنتمين إلى حركة الخدمة، مشيرًا بشكل خاص إلى ما يُعرف بـ”قضية الفتيات القاصرات”، والتي يعتبرها مراقبون محليون ودوليون مثالًا بارزًا على ضخامة انتهاكات حقوق الإنسان في إطار هذه القضايا.
“تحاكمون فتيات يبلغن 14 عامًا بتهمة الإرهاب”
وفي حديثه عن مسار انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي وفتح بعض الفصول التفاوضية، خاطب أمور المسؤولين والسياسيين الأتراك قائلًا: “أنتم تحاكمون فتيات يبلغن من العمر 14 عامًا بتهمة الإرهاب. قضاتكم في المحاكم يسألون طفلة لماذا ذهبتِ للدراسة مع جارتك، ويعتبرون هذا عملًا إرهابيًا.”
نشاطات يومية اعتُبرت جرائم
خلال عملية نفذتها الشرطة في إسطنبول في مايو الماضي، تم تسجيل الفتيات القاصرات كـ”أطفال مدفوعين إلى الجريمة” في السجلات القضائية. وظهرت لائحة الاتهام في يوليو، حيث كشفت عن تحقيق يضم في غالبيته طالبات جامعيات، مع استمرار احتجاز ثمانية أشخاص على ذمة القضية.
زعمت الشرطة، من خلال أدلة مزيفة ومراقبة تقنية، على حد وصف المتهمين ومحاميهم، أن أنشطة يومية مثل الذهاب إلى السينما، أو الإقامة في منزل طلابي، أو الدراسة، أو طلب الطعام، تشكل أعمالًا إرهابية.
وأظهرت التقارير والوثائق الخاصة بالقضية ضغوطًا نفسية وجسدية تعرضت لها الفتيات وأسرهن، فيما من المقرر عقد الجلسة القادمة الشهر المقبل.
“قضية الفتيات القاصرات”
يذكر أن السلطات القضائية في تركيا اتهمت في الجلسة الأخيرة من المحاكمة في شهر سبتمبر المنصرم مجموعة من المواطنين، بما في ذلك فتيات في المرحلة الثانوية، بالإرهاب لمجرد صلتهم بحركة الخدمة التي تستوحي فكر فتح الله كولن الراحل، معتبرة “الصلاة”، و”قراءة الكتب”، و”الدراسة المشتركة” وأمثالها من الأنشطة القانونية ضمن أعمال إرهابية.
وكان المدعي العام في إسطنبول أمر في 7 مايو 2024 إدارة شرطة مكافحة التهريب بتنفيذ عملية أمنية انتهت باحتجاز 41 شخصًا بتهمة “الإرهاب”، معظمهم من الفتيات الشابات في المرحلة الثانوية والجامعية.
أكدت المحامية خديجة يلديز نجاح الفتيات المتهمات في دراستهن، ثم قالت: “لقد انتهى اليوم الثالث من المحاكمة، وباتت الدفاعات على وشك الانتهاء.. لكن الكلمات الأكثر استخدامًا في هذه الجلسة كانت قراءة القرآن وإقامة الصلاة وما إلى ذلك من العبادات الدينية.. فهل هذه الأعمال جرائم في تركيا؟”
وأوضحت المحامية أن الدليل الوحيد في الملف على ثبوت جريمة الإرهاب لموكليها هو ادعاء شخصين بأن إحدى المتهمات نصحتهما بمشاهدة فيديوهات فتح الله كولن، مضيفة: “لا يتضمن الملف أي دليل آخر”.
وعبرت الناشطة في مجال حقوق الإنسان ناتالي آوازيان عن صدمتها بقولها: “حزب العدالة والتنمية حصد أصوات المواطنين بفضل حملات اعتمدت على “أن العلمانيين أغلقوا مراكز التحفيظ القرآني وحظروا الحجاب في تركيا.. لكن الشرائح المحافظة تعرضت لأكبر ظلم في عهده”.
“لم أتصور أنني سأواجه تهمة الإرهاب بسبب صلاتي!”
نقلت آوازيان عن إحدى الفتيات المتهمات في إطار القضية قولها: “لقد سألني الشرطي المحقق معي: لماذا تصلي بينما تشتغل أمثالك من الفتيات بأمور أخرى؟ وأنا قلت له: لم أتصور أنني سأواجه تهمة الإرهاب بسبب صلاتي!”، ثم علقت (آوازيان) بقولها: “أصبت بصدمة أمام هذا السؤال! لو وجه الشرطي لي هذا السؤال لكان مبررا إلى حد ما، لأنني نصراني (من أصل أرمني)، لكن هذه الفتاة مسلمة ومن الطبيعي أن تصلى. وما هي الأمور الأخرى التي يتحدث عنها الشرطي يا ترى؟ هل ينصحها بإدمان المخدرات أو سرقة أموال؟”
يذكر أن هذه القضية وجدت لنفسها مساحة في صفحات موسوعة فويكيبيديا الحرة العالمية تحت اسم “قضية الفتيات القاصرات” باللغتين التركية والألمانية في الوقت الراهن.