في خطوة لتعزيز استعداد المواطنين لمواجهة الأزمات والطوارئ، دعت السلطات في كل من السويد وفنلندا السكان إلى التحضير لاحتمالية الحرب.
تضمنت الإجراءات توزيع كتيبات توعوية في السويد، وإطلاق موقع إلكتروني في فنلندا يركز على التعامل مع مختلف الأزمات.
السويد تبدأ بتوزيع كتيبات توعوية
أعلنت وكالة الدفاع المدني السويدية (MSB) عن بدء توزيع كتيبات تحمل عنوان “في حال حدوث أزمة أو حرب”، بهدف تزويد السكان بإرشادات للتعامل مع حالات الطوارئ مثل الكوارث الطبيعية، والهجمات السيبرانية، أو النزاعات المسلحة. وتشمل الحملة إرسال الكتيبات إلى حوالي 5.2 مليون منزل خلال أسبوعين.
وقال ميكائيل فريسيل، رئيس وكالة الدفاع المدني: “الوضع الأمني الحالي ينذر بالخطر، وعلينا تعزيز قدرتنا على الصمود أمام الأزمات المختلفة، بما في ذلك احتمالية الحروب.”
يتألف الكتيب من 32 صفحة ويستعرض التهديدات التي تواجه البلاد مثل النزاعات المسلحة، والكوارث، والهجمات الإلكترونية، والإرهاب، مع تقديم نصائح حول تخزين المواد الغذائية والمياه.
ونُشرت الكتيبات باللغتين السويدية والإنجليزية، إضافة إلى نسخ رقمية بلغات متعددة، منها العربية والفارسية والأوكرانية والصومالية.
ويُعد هذا الإصدار الخامس من نوعه منذ الحرب العالمية الثانية، حيث يستند إلى نسخة سابقة صدرت عام 2018، مع تركيز أكبر على التحضير لاحتمالية الحرب.
فنلندا تطلق موقعًا إلكترونيًا للأزمات
وفي فنلندا، أطلقت الحكومة موقعًا إلكترونيًا جديدًا بالتعاون مع وزارة الداخلية ووكالة الخدمات الرقمية وبيانات السكان، بهدف توعية المواطنين بكيفية الاستعداد للأزمات طويلة الأمد، بما فيها الصراعات المسلحة.
يوفر الموقع إرشادات للتعامل مع سيناريوهات تشمل انقطاع الكهرباء والمياه لفترات طويلة، وتعطل شبكات الاتصالات، والأحوال الجوية القاسية، والحوادث الكبرى، والأوبئة، وحتى النزاعات العسكرية.
من الحياد إلى الانضمام للناتو
تأتي هذه الإجراءات بعد تخلي السويد وفنلندا عن سياستهما العسكرية المحايدة التي دامت لعقود، على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022. وقد انضمت فنلندا رسميًا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) في 4 أبريل 2023، تلتها السويد في 7 مارس 2024.
تسلط هذه التطورات الضوء على التحول في نهج الدولتين نحو تعزيز دفاعاتهما لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة.