أفادت صحيفة “يني شفق” التركية الموالية للحكومة أن أحمد الشرع، المعروف سابقًا باسم أبو محمد الجولاني، والذي أصبح الآن رئيسًا فعليًا لسوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، سيقوم بأول زيارة خارجية له إلى تركيا قريبًا.
تأتي هذه الزيارة في ظل التطورات الأخيرة التي شهدتها سوريا بعد الإطاحة بالأسد في هجوم استمر 11 يومًا قادته فصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام التي يرأسها الشرع.
سقوط نظام الأسد وصعود الشرع إلى السلطة
استلم أحمد الشرع، الذي كان يقود هيئة تحرير الشام، وهي جماعة مسلحة كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة في السابق، زمام السلطة في سوريا بعد أن أطاحت قوات المعارضة المسلحة بقيادة الهيئة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي. وأتت هذه الإطاحة نتيجة لهجوم عسكري واسع النطاق استمر لأيام وانتهى بالسيطرة على دمشق.
زيارة الشرع إلى تركيا وتأجيلها
وفقًا لتقارير “يني شفق”، كان من المقرر أن يزور الشرع تركيا قبل بضعة أيام، لكن الزيارة تأجلت بسبب تغييرات في جدول أعماله. ومع ذلك، يُتوقع أن تتم الزيارة قريبًا. وصفت الصحيفة تركيا بأنها “الداعم الأقوى للثورة” السورية، مشيرة إلى الدور الذي لعبته أنقرة في دعم الفصائل المسلحة التي أسقطت نظام الأسد.
رغم ذلك، لم يصدر أي تأكيد رسمي من الجانبين التركي أو السوري بشأن هذه الزيارة.
محاور الزيارة والعلاقات التركية-السورية الجديدة
تشير التقارير إلى احتمال استقبال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للشرع في العاصمة أنقرة. ويتوقع أن تركز المحادثات بين الجانبين على قضية وجود الجماعات الكردية المسلحة في شمال سوريا، والتي تعتبرها أنقرة “إرهابية”، لكنها في الوقت نفسه كانت حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم داعش.
وفي تصريح له لقناة “العربية”، دعا الشرع إلى دمج القوات الكردية ضمن الجيش الوطني السوري الجديد، مشددًا على أهمية توحيد القوى تحت مظلة الجيش الوطني لإعادة بناء الدولة السورية.
التوترات التركية مع القوات الكردية وتصعيد الخطاب العسكري
من جانبه، صعّد الرئيس التركي أردوغان ووزير الخارجية هاكان فيدان خطابهما هذا الأسبوع، محذرين من احتمال القيام بعملية عسكرية في شمال سوريا إذا لم تستجب الجماعات الكردية لشروط تركيا لتحقيق “انتقال سلمي ودون إراقة دماء”. وتشمل هذه الشروط انسحاب القوات الكردية وتسليم أسلحتها أو دمجها في الهيكل الجديد للدولة السورية.
الزيارات الدولية إلى دمشق بعد سقوط الأسد
في أعقاب سقوط نظام الأسد، كان إبراهيم قالين، رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية التركية (MİT)، أول مسؤول أجنبي زار دمشق. تلاه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، حيث ناقش الطرفان قضايا متعلقة بمرحلة ما بعد الأسد، بما في ذلك مستقبل الجماعات الكردية ومصير القوات المقاتلة الأخرى.
وبعد الزيارات التركية، بدأت وفود أمريكية وأوروبية أيضًا بالتوافد إلى دمشق في إطار محاولات للتفاعل مع القيادة الجديدة في سوريا.
أهمية الزيارة ودلالاتها الإقليمية
تعكس زيارة أحمد الشرع المرتقبة إلى تركيا تحولًا كبيرًا في العلاقة بين البلدين، حيث تعد هذه الزيارة إشارة إلى التقارب المحتمل بين القيادة السورية الجديدة وتركيا، خاصة في ظل مصالح مشتركة تتعلق بمكافحة الجماعات الكردية المسلحة وإعادة ترتيب المشهد السياسي والعسكري في شمال سوريا.
كما تفتح الزيارة الباب أمام تعزيز التنسيق بين أنقرة ودمشق الجديدة، خاصة أن تركيا كانت داعمًا رئيسيًا للفصائل المعارضة في سوريا طوال السنوات الماضية. ومع ذلك، يبقى مستقبل العلاقات مرهونًا بمدى قدرة الطرفين على تجاوز الخلافات العالقة والتعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك.