أعلن أوزغور أوزل، زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي في تركيا، عن حملة رمزية لمعارضة سياسات حكومة حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان.
أعلن زعيم المعرضة عن الحملة خلال فعالية عامة في محافظة مرسين جنوب تركيا، حيث دعا المواطنين إلى حمل “بطاقات حمراء” كتعبير رمزي عن رفضهم لسياسات الحكومة، مشبّهًا ذلك بالبطاقات الحمراء التي يرفعها حكام كرة القدم لطرد اللاعبين المخالفين.
رسالة احتجاج ضد الأزمة الاقتصادية
أوضح أوزل أن الحملة تهدف إلى تحفيز المواطنين، خاصة المتقاعدين وذوي الدخل المحدود، للضغط على الحكومة من أجل الدعوة إلى انتخابات مبكرة.
وقال خلال الحدث: “احملوا بطاقة حمراء في جيوبكم وأظهروها عندما تواجهون تدني الأجور أو ارتفاع الأسعار. هذه الحكومة سترحل، وسنجلب حكومة الشعب إلى السلطة.”
ركزت الحملة على الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في تركيا، حيث أدى التضخم إلى تآكل القوة الشرائية وجعل العديد من المواطنين غير قادرين على تأمين احتياجاتهم الأساسية.
أشار أوزل إلى الإحصائيات التي تظهر انخفاض قيمة المعاشات والأجور بشكل كبير منذ تولي أردوغان السلطة، مؤكدًا أن المتقاعدين الآن لا يستطيعون شراء الذهب بنفس الكميات التي كانوا يستطيعونها سابقًا.
انتقادات واسعة للحملة
رغم الرسالة الرمزية للحملة، قوبلت الفكرة بسيل من الانتقادات والسخرية عبر الإنترنت؛ فقد وصف العديد من المعلقين الحملة بأنها “سطحية وغير جدية”، ولا ترتقي إلى حجم التحديات التي تواجه البلاد.
أحد المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي كتب: “في وقت تواجه فيه تركيا أزمة اقتصادية حادة وتضخمًا متزايدًا وحكمًا استبداديًا، هل هذه هي أفضل خطة تقدمها المعارضة؟ الرمزية بلا مضمون تقوض الثقة في المعارضة.”
معلقون آخرون استهزأوا بفكرة الحملة، حيث كتب أحدهم: “احمل بطاقة حمراء في جيبك؟ ما الخطوة التالية؟ صافرات احتجاج؟” واصفًا الحملة بأنها إهانة لذكاء الناخبين.
أزمة القيادة في حزب الشعب الجمهوري
الانتقادات الأخيرة تضاف إلى قائمة متزايدة من الشكوك حول قيادة أوزل لحزب الشعب الجمهوري منذ توليه رئاسة الحزب في عام 2023.
يشير محللون وأعضاء في الحزب إلى ضعف قدرة أوزل على مواجهة أردوغان بشكل فعّال، حيث يركز على حملات رمزية وأحداث دعائية مثل بيع المنتجات في الأسواق أو المشاركة في فعاليات محلية، والتي يرون أنها تضر بمصداقيته.
أحد الأحداث التي أثارت جدلًا كان لقاء أوزل مع أردوغان في مقر حزب العدالة والتنمية في مايو 2024، بعد سنوات من مقاطعة قادة المعارضة السابقين للرئيس بسبب سياساته الاستبدادية، الأمر الذي اعتبره البعض تقويضًا لموقف المعارضة.
الصور التي أظهرت أردوغان في موقع القوة خلال الاجتماع زادت من الانتقادات الموجهة لأوزل، حيث اعتبرها البعض دليلًا على تقاربه مع الحكومة.
انحراف في الخط السياسي للحزب
واجه حزب الشعب الجمهوري تحت قيادة أوزل انتقادات أخرى بسبب مواقفه السياسية؛ فقد تبنى الحزب مواقف قومية متشددة تتماشى مع سياسات الحكومة في الشؤون الخارجية، كما تعرض لاتهامات بالتقصير في دعم شخصيات معارضة بارزة مثل عمدة إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، الذي يواجه خطر الحظر السياسي بتهم يعتبرها الكثيرون مسيسة.
رغم نجاح الحزب في تحقيق مكاسب كبيرة في الانتخابات المحلية، مثل انتزاع السيطرة على عدة مدن كبرى من حزب العدالة والتنمية، إلا أنه يعاني من صعوبة تقديم استراتيجية وطنية متماسكة وقادرة على حشد التأييد الشعبي.
تعكس حملة “البطاقة الحمراء” تحديات القيادة في حزب الشعب الجمهوري وصعوبة تقديم بدائل حقيقية وسط الأزمة الاقتصادية والسياسية في تركيا. ورغم نوايا الحملة الرمزية، إلا أنها أثارت جدلاً واسعًا حول جدواها وأسلوب المعارضة في مواجهة نظام أردوغان.