كشف نائب في البرلمان التركي من حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب (DEM) وابن شقيق عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني (PKK) المعتقل، أن عمه أعرب بوضوح عن استعداده لاتخاذ مبادرة لحل النزاع المسلح المستمر منذ عقود بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني.
وأشار عمر أوجلان، النائب عن الحزب الكردي خلال جلسة برلمانية يوم الخميس، إلى ملاحظات دونها أثناء لقاء جمعه بعمه في سجن شديد الحراسة بجزيرة إمرالي في بحر مرمرة. وأوضح أن هذا اللقاء، الذي عُقد في 23 أكتوبر، كان الأول منذ ما يقرب من أربع سنوات، وجاء عقب دعوة غير متوقعة من السياسي اليميني دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية (MHP) وحليف الرئيس رجب طيب أردوغان.
وأثار بهجلي دهشة في أكتوبر الماضي عندما اقترح رفع القيود المفروضة على أوجلان، مما يمكنه من الإعلان في اجتماع للحزب الكردي عن حل حزب العمال الكردستاني، في إشارة إلى إنهاء العنف المستمر منذ عقود.
تاريخ النزاع الكردي
يُصنف حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية من قبل تركيا وحلفائها الغربيين، وهو يخوض صراعًا داميًا في جنوب شرق تركيا منذ عام 1984، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف.
وفي خطوة مفاجئة، اقترح بهجلي أيضًا أنه في حال اتخاذ أوجلان هذه الخطوة، قد يتم اتخاذ إجراءات تشريعية لتمهيد الطريق لإطلاق سراحه المحتمل.
من جهته، دعم الرئيس أردوغان دعوة بهجلي، مؤكدًا أن هناك “فرصة تاريخية” لحل القضية الكردية ينبغي استغلالها. وتشير عبارة “القضية الكردية”، الشائعة في الخطاب التركي، إلى مطالب الشعب الكردي بالاعتراف بحقوقهم المتساوية وسعيهم للحصول على الاعتراف.
تصريحات عبد الله أوجلان
وفقًا لعمر أوجلان، قال عمه إن القضية الكردية يمكن حلها من خلال الحوار بطريقة تحقق الفائدة لكل من الأتراك والأكراد، معربًا عن استعداده لاتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك.
وأضاف أن أوجلان استذكر تصريحات أدلى بها أثناء نقله إلى تركيا بعد اعتقاله في كينيا عام 1999، حيث قال: “إذا كانت الحقيقة تقال، فأنا أحب تركيا والشعب التركي وأرغب في خدمتها. إذا أُتيحت لي الفرصة، سأكون سعيدًا بذلك. دعونا لا يكون هناك تعذيب أو أي شيء من هذا القبيل. سأكون سعيدًا بالخدمة.”
موقف أردوغان ودوره في الحل
وتحدث عبد الله أوجلان عن إمكانية دور الرئيس أردوغان في حل القضية الكردية، مشيرًا إلى أن أردوغان يمكنه أن يتبنى موقفًا مختلفًا إذا نجح في معالجة المشكلة. وقال: “إذا قام السيد أردوغان بالمبادرة ولعب دوره في حل هذه المشكلة، فإن تركيا ستتخذ مسارًا مختلفًا تمامًا. ستتمكن من تصدير السلام إلى الشرق الأوسط وتصبح مركزًا للسلام في المنطقة.”
كما أكد أوجلان على أهمية إشراك القوميين الأتراك في عملية الحل، مشيرًا إلى أن اقتناعهم بضرورة الحل سيؤدي إلى تطور ديمقراطي ومستقبل أفضل لتركيا.
دعم حزب العمال الكردستاني لمبادرة أوجلان
أكد عمر أوجلان أن حزب العمال الكردستاني يدعم أي قرارات يتخذها عبد الله أوجلان لحل النزاع، مضيفًا: “السيد أوجلان أجرى تحليلًا شاملًا للعلاقات التركية الكردية الممتدة على مدار ألف عام، واقترح حلًا. نحن نؤيد تحقيق السلام وسنتعاون مع أي طرف يمكنه المساهمة في هذا الجهد.”
جهود جديدة لبدء الحوار
وفي سياق متصل، صرّح وزير العدل التركي، يلماز تونتش، يوم الثلاثاء، أن طلبًا مقدمًا من الحزب الكردي للقاء عبد الله أوجلان قيد النظر، مضيفًا: “العملية مستمرة، ونعمل على تحديد يوم مناسب.”
وكان الحزب الكردي قد تقدم في 26 نوفمبر بطلب إلى وزارة العدل لعقد لقاء بين قياداته وعبد الله أوجلان، بهدف بدء حوار بين الحكومة وحزب العمال الكردستاني.
جدير بالذكر أن المحاولة السابقة لعملية السلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني انهارت في عام 2015.