شهدت مدينة ماجدبورغ في شرق ألمانيا حادثًا مأساويًا، حيث اقتحم رجل بسيارته سوق عيد الميلاد المزدحم، ما أسفر عن مقتل شخصين، أحدهما طفل، وإصابة نحو 60 شخصًا، من بينهم 15 بحالة خطيرة، وفقًا للأرقام الرسمية.
لكن هناك مصادر أخرى ترفع عدد الضحايا والمصابين إلى أكثر من المعلن رسميا.
تفاصيل الحادث
وقع الهجوم عند الساعة 19:04 بالتوقيت المحلي، حيث اندفعت السيارة بسرعة كبيرة تجاه حشد من المتسوقين في السوق. التقطت لقطات فيديو قصيرة للحظة الحادث، أظهرت حالة من الذعر بين الحضور، حيث سارع الناس إلى الفرار للنجاة بأرواحهم.
قامت السلطات على الفور باعتقال المشتبه به، الذي تم التعرف عليه لاحقًا على أنه طبيب سعودي يبلغ من العمر 50 عامًا.
وأفادت تقارير القناة الإذاعية MDR أن المشتبه به ليس لديه أي سجل لدى الجهات الأمنية يشير إلى ارتباطه بجماعات إسلامية متطرفة.
خلفية المشتبه به
أكدت وزيرة الداخلية في ولاية ساكسونيا-أنهالت، تمارا زيشانج، أن المشتبه به يقيم في ألمانيا منذ عام 2006، ويعمل كطبيب في مدينة بيرنبورغ، ويتمتع بإقامة دائمة.
في الوقت نفسه، كشف تحقيق أجراه راديو وتلفزيون غرب ألمانيا (WDR) عن وجود منشورات عبر الإنترنت للمشتبه به تعبر عن انتقاد للإسلام، معربًا عن مخاوفه من تأثير الإسلام في ألمانيا.
تداعيات الحادث
بعد وقوع الهجوم، دعت إدارة سوق عيد الميلاد السكان إلى مغادرة وسط المدينة، فيما باشرت السلطات عمليات تفتيش بحثًا عن متفجرات محتملة في المنطقة، لكنها لم تعثر على شيء.
وفي تصريح له عبر منصة “إكس”، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتز عن حزنه العميق قائلًا: “الأخبار القادمة من ماجدبورغ تذكرنا بمآسي فظيعة. قلوبنا مع الضحايا وأحبائهم. نحن إلى جانبكم وإلى جانب سكان ماجدبورغ. شكرًا لفرق الإنقاذ التي تعمل بتفانٍ في هذه اللحظات العصيبة.”
تحذيرات سابقة
كانت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، قد حذرت في وقت سابق من مخاطر محتملة على أسواق عيد الميلاد، مؤكدة أنه بالرغم من عدم وجود تهديدات محددة، فإن الوضع الأمني العام يتطلب اليقظة. جاءت هذه التصريحات بعد إغلاق مؤقت لبعض أسواق عيد الميلاد في مدينة كولونيا الأسبوع الماضي بسبب العثور على حقائب مشبوهة، تبين لاحقًا أنها تحتوي على الرمال فقط.
هجوم يذكّر بمأساة سابقة
الهجوم في ماجدبورغ أعاد إلى الأذهان حادثة مأساوية مشابهة وقعت في 19 ديسمبر 2016، عندما اقتحم أنيس العامري، وهو متطرف إسلامي، بشاحنة سوق عيد الميلاد في ساحة بريتشيدبلاتز ببرلين، مما أسفر عن مقتل 13 شخصًا وإصابة 67 آخرين.
استنفار أمني وانتقادات
هذا الحادث الجديد أثار مجددًا تساؤلات حول الإجراءات الأمنية المتبعة في الأسواق العامة خلال موسم الأعياد، ودفع البعض إلى انتقاد السلطات لفشلها في منع مثل هذه الهجمات، على الرغم من التحذيرات المستمرة.