كشف استطلاع حديث أجرته وكالة التخطيط في إسطنبول (IPA) أن 16.3% من سكان إسطنبول واجهوا الشهر الماضي أوقاتًا لم يكن لديهم فيها طعام في منازلهم بسبب الضغوط المالية.
وأظهر الاستطلاع أن العديد من السكان يكافحون لسداد إيجاراتهم، مما اضطرهم إلى تقليص وجباتهم وسط أزمة متفاقمة في تكلفة المعيشة بتركيا.
وأبرزت النسخة الصادرة في نوفمبر من تقرير “مؤشر إسطنبول” الذي نشرته الوكالة التأثيرات القاسية لارتفاع التكاليف والتضخم على سكان المدينة.
جرى الاستطلاع في الفترة ما بين 1 و7 ديسمبر، بمشاركة 1,001 شخص، وبيّن أن الضغوط الاقتصادية تستمر في إثقال كاهل الأسر، حيث أشار شخص من بين كل عشرة مستأجرين إلى عدم قدرته على سداد الإيجار بالكامل، بينما أفاد أكثر من نصف المشاركين بأنهم اضطروا للتخلي عن الأطعمة التي يفضلونها بسبب القيود المالية.
وأفاد التقرير بأن 44.5% من المشاركين لجأوا إلى تقليص حجم الوجبات لجعل الطعام يكفي لفترة أطول، في حين قال 53.3% إنهم لم يتمكنوا من شراء خياراتهم الغذائية المعتادة. تعكس هذه النتائج تأثير الأزمات المالية المتفاقمة على سكان المدينة الذين يتجاوز عددهم 16 مليون نسمة.
وعلى صعيد الديون، كشف التقرير أن 8% من المشاركين لم يتمكنوا من سداد أي مدفوعات على ديون بطاقات الائتمان الخاصة بهم، بينما تمكن 8.8% فقط من دفع أقل من الحد الأدنى المطلوب. وبشكل عام، قال 39.4% إنهم يتمكنون من تغطية نفقاتهم الأساسية، فيما أكد 29.4% أنهم يواجهون ديونًا متزايدة بسبب الفواتير غير المدفوعة.
تأتي هذه الأعباء المالية في ظل ارتفاع معدلات التضخم وتكاليف المعيشة في تركيا. وتشير البيانات الرسمية الصادرة عن معهد الإحصاء التركي إلى أن معدل التضخم السنوي بلغ 47.09% في نوفمبر، بينما قدره اقتصاديون مستقلون من “مجموعة أبحاث التضخم” بأكثر من 86%.
تعكس نتائج “مؤشر إسطنبول” معاناة شريحة واسعة من العائلات ذات الدخل المنخفض والمتوسط في تركيا، التي تستمر في تحمل العبء الأكبر لأزمة تكاليف المعيشة، وسط ظروف صعبة تفاقمت على مدى السنوات الأخيرة.