في تطور لافت للأحداث في الملف السوري، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن ترحيبه بقرار فرنسا إعادة إرسال بعثتها الدبلوماسية إلى دمشق بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
جاء ذلك خلال مكالمة هاتفية أجراها أردوغان مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن الرئاسة التركية.
وصل وفد دبلوماسي فرنسي يوم الثلاثاء إلى السفارة الفرنسية في دمشق، في أول زيارة لمسؤولين دبلوماسيين فرنسيين منذ إجبار المعارضة المسلحة ذات القيادة الإسلامية للأسد على التنحي ومغادرة البلاد.
بالتزامن مع ذلك، أعادت تركيا فتح سفارتها في دمشق يوم السبت، وسط تقارير تشير إلى وجود تواصل مستمر بين أنقرة والقيادة السورية الجديدة.
وخلال المكالمة الهاتفية، أعرب أردوغان عن “سعادته” بقرار باريس إرسال بعثة دبلوماسية إلى سوريا، مشيرًا إلى أن الجهود جارية بالفعل لتمهيد الطريق لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.
من جهته، أكد ماكرون في بيان صادر عن مكتبه دعم فرنسا للجهود الإقليمية الرامية إلى الحفاظ على وحدة وسيادة سوريا، مشددًا على أهمية التعاون الدولي لتحقيق انتقال سياسي سلمي وشامل في سوريا، يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254.
وأشار البيان المشترك للرئيسين إلى “ترحيب الجانبين بسقوط نظام بشار الأسد”، الذي وُصف بأنه “نهاية لسنوات من الديكتاتورية والعنف وقمع الشعب السوري”، مؤكدًا على ضرورة الإسراع في تنفيذ عملية انتقال سياسي تضمن حقوق جميع مكونات الشعب السوري وتكون ممثلة لجميع الأطياف.
وينص القرار الأممي رقم 2254 على خارطة طريق لتحقيق السلام في سوريا، تشمل وقف إطلاق النار، وإجراء انتخابات تحت إشراف دولي، وضمان تمثيل شامل لكافة الأطياف السورية.
كما أضاف بيان الرئاسة الفرنسية: “ينبغي على المجتمع الدولي التعاون لتهيئة ظروف مستدامة تُتيح للسوريين البقاء في وطنهم”.
يأتي هذا في ظل استضافة تركيا لما يقرب من 3 ملايين لاجئ سوري، مما يعكس آمال أنقرة في أن يتيح التغيير في موازين القوى في دمشق الفرصة لعودة العديد من هؤلاء اللاجئين إلى بلادهم.
يرى مراقبون أن سقوط نظام الأسد قد فتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون الإقليمي والدولي، مع التركيز على بناء مستقبل سياسي يضمن استقرار سوريا وحقوق شعبها.