ردًا على أسئلة الصحفيين أثناء عودته من زيارتيه إلى المملكة العربية السعودية وأذربيجان، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رئيس حزب العدالة والتنمية، عن آرائه حول العلاقات التركية الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
عند سؤاله عن تأثير انتخاب ترامب على تقليل التهديدات الإقليمية واحتلال إسرائيل لفلسطين، قال أردوغان: “أرى أن الوقت لا يزال مبكرًا للتنبؤ بهذا الأمر. يجب أن يتولى ترامب مهامه رسميا أولًا، ومن ثم سنرى الخطوات التي سيتخذها خلال الفترة المقبلة”.
وأعرب عن حيطته وحذره من ترامب قائلا: “نأمل أن يتخذ ترامب هذه المرة خطوات مختلفة تجاه المنطقة، لأن بعض الرسائل التي تلقيناها في السابق كانت مدعاة للقلق. لذا، ننتظر حتى يناير المقبل لمعرفة الاتجاه الذي سيسلكه”، على حد تعبيره.
وأشار أردوغان إلى كثافة التواصل الذي كان لديه مع ترامب في الماضي مقارنة مع الرئيس بايدن، متمنيًا أن تتواصل هذه اللقاءات في الفترة المقبلة بما يحقق الفائدة للطرفين.
تابع أردوغان قائلاً: “لقد فاز السيد دونالد ترامب في سباق الرئاسة الأمريكية، وقد أجريتُ معه مكالمة هاتفية. أتطلع إلى تقييم الفترة المقبلة من العلاقات التركية الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بالفرص والمخاطر التي قد تنشأ في هذا السياق.”
ولفت أردوغان إلى أن تحسين العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة لن يتحقق فقط من خلال الدبلوماسية الهاتفية، بل يجب على الطرفين اللقاء في الاجتماعات الدولية أو عبر المحادثات الثنائية لتقييم الخطوات المقبلة بشكل أفضل.
وأشار إلى ضرورة معرفة تشكيلات فريق ترامب الوزاري الجديد، والتواصل المباشر بين مسؤولي الفريقين لزيادة التفاهم، معربًا عن أمله بأن يبدأ مسار جديد ومختلف في العلاقات بين البلدين، يتضمن استغلال الفرص المتاحة واتخاذ خطوات تصب في مصلحة الطرفين.
كما أوضح أردوغان أن الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة ترامب تُولي الاقتصاد أهمية خاصة، وأن تركيا بحكم موقعها الاستراتيجي وشبابها الوفير تُعد بلدًا يقدم فرصًا استثمارية جيدة. وأكد أن هناك إمكانيات لزيادة حجم التجارة والاستثمار بين البلدين، وخاصة في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا.
وكان ترامب هدد أردوغان في 2019 عبر تغريدة على حسابه في “تويتر” قال فيها إنه مستعد “لتدمير اقتصاد تركيا بالكامل”، وذلك رداً على العملية العسكرية التي نفذتها القوات التركية وقوات محلية مساندة لها في شمال سوريا الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردي التي تعتبر الحليف الرئيس للولايات المتحدة في المنطقة.
أعلن ترامب بعد هذا التهديد عددا من العقوبات على حكومة أردوغان، منها إخراج تركيا من برنامج المقاتلة الأميركية “إف 35” بشكل “لا رجوع عنها”، بالإضافة إلى فرض زيادة في الرسوم على واردات الصلب التركية بنسبة 50 في المائة، مما كلفها خسارة بلغت مليارات الدولار.
وتذكر المصادر أن الرئيس ترامب يفكر في تعيين السيناتور ماركو روبيو من فلوريدا كوزير للخارجية، والنائب مايكل والتز كمستشار للأمن القومي، وهما معروفان بمواقفهما المناهضة لتركيا في قضايا رئيسية.
روبيو، المعروف بتأييده لسياسات خارجية حازمة، ووالتز، وهو عضو سابق في القوات الخاصة للجيش الأمريكي (المعروفة باسم القبعات الخضراء) وداعم قوي لترامب، كلاهما ناقد بارز لسياسات تركيا في سوريا ومناطق أخرى.